وحدي على رصيف الذكريات
وحدي أتمتم على رصيف الذكريات........أقلب أوراقي القديمة التي ما عادت تصلح لكثير من المناسبات.....ونسمة باردة تلفح وجهي المبلل بماء العوز العاطفي....وتتركني مخلفة قشعريرة تستنفر بعدها ثلة من رعشات...... لا أبالي بما حولي...وأطرح عديداً من تساؤلات....لماذا أنا وحدي؟؟ ...لماذا تركت وحدي على رصيف الذكريات ؟؟
يتردد في مسمعي صدى سؤالي....وكأن أحداً ما عاد ليشعر بحالي...تأكلني الغربة كما الجذام....تبدأ بقلبي وتتطلع إلى رأسي... وأنا خائف... حقاً خائف من ذلك الجذام....
يا من تركوني وساروا كلٌ في طريق...... أنجدوني فإني في غربتي سجين غريق..... وبعد هنيهة قد يلتهمني الحريق....حريق الذكريات...ودمع لا يكفكف في كل انزواء مع روحي المتعبة.... وآهات على الشفاه ترتجف...وبرد الضياع ألتحف وأحاول النوم عبثاً محاولتي وهباء... كصارخ في وادٍ سحيق.....ليس هناك من يستفيق.... غريب أنا فإلى متى أحتمل وأطيق..... لابد من مبضع الجراح يداوي به الجرح العميق......
أنادي وحيداً ولا من مجيب......!صديقٍ صدوقٍ بعيدِ قريب.... كأنني تبرعت بحمل أوزاري وأوزار الآخرين...صدري مرجلٌ بجمرٍ دفين ومن حولي ما عاد حولي بل آثر الهروب
الله عليك أيها الزواج كيف فرقت بيني وبين أحبتي وخلاني..... رُميت في غربتي وحدي مع أوراقي وأشجاني ورميتهم إلى همومهم وعددت عليهم الدقائق والثواني.... يتطلعون إلى مستقبل رمادي بلون همومي!! ولا سبيل لديهم إلى بصيص يلمح ولو كان كالسراب.... يزيدهم ظمأً يؤجج في فيهم الآه والعذاب....والانتظار لما لا يدرون!!
آه يا فؤادي... ما عدت أطيق الاحتمال.. فطموحي بات هشيماً يشبه الرمال..إن حملته في كفي تبعثر..وإن تركته أمامي تهجّر... وإن هبت عليه رياح الهموم...ولا شيء في هذه الدنيا يدوم فاعلم أن كل شيء في الحياة مقدر!.
أديب